الاثنين، 29 ديسمبر 2014
2:54 م

معلومة تهمك - أوبئة تقتل الإنسان.. وحيوانات في قفص الاتهام



في مثل هذا اليوم (29 ديسمبر) عام 1997 بدأت هونج كونج في قتل أكثر من مليون و250 ألف دجاجة لوقف انتشار فيروس إنفلونزا الطيور الذي ظهر بها أولا في عام 1969.

وتسبب هذا الوباء وقتها في وفاة 34 ألف مواطن في الولايات المتحدة، وعرف بعدها بـ"إتش 2 إن 2"، وعلى الرغم من أنه لا يزال موجودا حتى الآن؛ إلا أنه لم يعد وباءا حيث ظهرت علاجات حديثة تساهم في القضاء عليه.
ويفرق موقع "ميديكال نيوز" الطبي بين مصطلح الوباء والمرض، فالوباء هو انتشار مفاجئ وسريع لمرض في منطقة ما يخلف عددا كبيرا من القتلى ولا يمكن علاجه بسهولة، مثل الكوليرا والطاعون، أما المرض فهو اضطرابا في الحالة الصحية بسبب عرض وقتي يختفي بعد فترة قصيرة نسبيا ولا يتسبب في حدوث كارثة إنسانية، حيث إنه غالبا ما يكون له علاج يقضي عليه.
وعلى مدار سنوات كثيرة، تورط عددا لا بأس به من الحيوانات في إصابة الإنسان بالأمراض؛ وذلك وفقا لما ذكره موقع "ويب ميديكال"، موضحا أنه على الرغم من ضرر بعض الحيوانات على الإنسان؛ إلا أنه طالب بالرفق بها وحسن معاملتها، وقد يرجع سبب كون بعض الحيوانات مصدرا للأمراض والأوبئة إلى أنها عادة ما تتغذى على البكتيريا والأشياء الملوثة، مما يجعلها موطنا متنقلا للأمراض.
ويعتقد العلماء أن بعض الحيوانات الأليفة مصدرا للعديد من الأمراض، حيث أوضح موقع "باو نيشن" أن القطط والكلاب على رأس تلك الحيوانات، فالقطط وحدها قادرة على إصابة الإنسان ببعض المخاطر، مثل:
1- الأمراض المعوية (داء العطائف): تحمل بعض القطط ما يسمى بـ"عدوي كامبيلوبكتر"، وهي حالة مرضية تصيب الجهاز المعدي المعوي وتنتقل عن طريق العدوى، وتصاب بها القطط نتيجة تناول اللحوم النيئة والألبان غير المبسترة والمأكولات الملوثة، وبعد انتقال هذه العدوى إلى الإنسان تسبب تشنجات معوية وحمى وإسهال وآلام في المعدة.
2- بكتيريا "البارتونيلا": تنتقل هذه العدوى إلى الإنسان بعد تعرضه للخدش من القطط، والتي تصاب بهذه البكتيريا عن طريق البراغيث، وتتسبب هذه البكتيريا في خدوث مشاكل صحية للإنسان تتسبب في تضخم اللغدد الليمفاوية والحمى.
3- طفيليات "كربتوسبوريديوسس": وتوجد هذه الطفيليات في براز القطط، وهي عبارة عن بيضات صغيرة تبقى على قيد الحياة في البيئة الرطبة لمدة تتراوح ما بين شهرين إلى ستة أشهر، وتنتقل إلى الإنسان عن طريق الاتصال المباشر بالقطط المصابة بهذه الطفيليات، وتكون أكثر خطورة على الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، حيث أنها تسبب الإسهال والتشنجات المعوية.
4- الدودة الشريطية: قد يصاب الإنسان بالدودة الشريطية بطريقة غير مباشرة من القطط؛ حيث أن البراغيث التي تحوي عليها القطط قد تكون حاملة ليرقات الدودة الشريطية، وقد يتناول البعض هذه البراغيث خطأ، وهو ما يصيبه بشكل غير مباشر بتلك الدودة الشريطية التي تسبب تشنجات المعدة والقيء والحمى.
5- القوباء الحلقية: يعتبر هذا المرض أحد الفطريات التي تنقلها القطط إلى الإنسان، وهو مرض جلدي تحمله 40% من القطط، ويأخذ شكل حلقات دائرية حمراء تتسبب في الحكة والتهاب الجلد عند الإنسان، وهو أشهر الأمراض التي تنقلها القطط.
6- السالمونيلا: هو عدوى بكتيرية تنتقل إلى الإنسان عن طريق الاتصال ببراز الحيوانات المصابة ببكتيريا السالمونيلا، وهي أكثر خطورة على الأطفال أقل من 5 سنوات، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
7- داء الشعريات المبوغة: يعرف هذا المرض أيضا باسم "مرض روز بستاني"، وهو نوع من الفطريات توجد على جلد القطط وتنتقل إلى الإنسان عن طريق تعرضه للخدوش والجروح، ويسبب القروح الجلدية والالتهابات والحكة.
8- مرض القطط: يعرف أيضا بداء المقوسات، وهو مرض شائع يصيب 20 من بين كل شخص أمريكي بالغ، وهو عبارة عن طفيل يصيب عادة النساء الحوامل ويتسبب في الإجهاض بنسبة كبيرة أو ولادة طفل مشوه أو ذي إعاقة عقلية.
9- داء السهميات: هو عبارة عن طفيليات توجد عادة في أمعاء القطط والكلاب، وهو أحد الأمراض الأكثر خطورة، حيث يصيب 14% من سكان الولايات المتحدة، وينتقل عن طريق ملامسة القطط أو مخلفاتها، ويسبب التهاب العين وقد يسبب في بعض الأحيان العمى، لذا ينصح بضرورة غسل اليدين جيدا فور ملامسة مثل تلك الحيوانات.
10- الطاعون: قد تصيب القطط الإنسان بداء الطاعون بشكل غير مباشر، وذلك عن طريق البراغيث التي تحوي عليها القطط والتي تنقل الوباء إلى الإنسان عن طريق لدغه.
11- داء الكلب (مرض السعار): في حين يعتقد كثيرين أن داء الكلب خاص بالكلاب فقط؛ إلا أن الأطباء أكدوا أنه يرتبط بالقطط أيضا، ففي عام 2009 تسببت 300 قطة في إصابة بعض الأمريكيين بداء الكلب، في حين بلغ عدد الكلاب 81 فقط، وينتقل هذا المرض إلى الإنسان عن طريق التعامل مباشرة مع القطط المصابة بداء الكلب، لذا ينصح بتطعيم القطط ضد هذا الداء.
وأوضح موقع "باو نيشن" كذلك أن الكلاب قد تصيب الإنسان بعدة أمراض أخرى بخلاف الأمراض المعوية وداء السهميات وداء الكلب؛ منها:
1- الديدان: قد تحتوي بعض الكلاب في برازها على الديدان، والتي قد تصيب الإنسان بأمراض معوية عند ملامستها، كما أنها قد تسبب العمى والأمراض الجلدية.
2- مرض لايم: على الرغم من أن مرض لايم لا ينتقل مباشرة من الكلاب إلى البشر؛ إلا أن القرادة التي غالبا ما تعيش في جلود الكلاب قد تنقل هذا المرض إلى لاإنسان بطريقة غير مباشرة.
3- الجرب: من المعروف لكثير منا أن الكلاب تصيب الإنسان بداء الجرب، والذي يسبب الحكة والتهاب الجلد، وغالبا ما يستمر لبضعة أسابيع ويزول من تلقاء نفسه دون الحاجة لأدوية.
وعن الفئران؛ فقد أوضح موقع "انيمال كونترول" أنها قد تصيب الإنسان بعدد من الأمراض؛ مثل:
1- متلازمة الهانتا فيروس الرئوية: وهو مرض قاتل ينتقل من الفئران إلى الإنسان عن طريق الرذاذ أو ملامسة فضلاتها أو اللعاب، وظهر لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1993.
2- وباء التيفوس: ينتقل هذا الوباء إلى الإنسان بطريقة غير مباشرة؛ حيث تقوم البراغيث التي تحمل الفيروس، والتي تعيش فوق جلود الفئران بامتصاص الدم من الإنسان، ومن ثم إصابته بالمرض.
3- الحمى: عضة الفئران أو فضلاتها قد تصيب الإنسان بمرض بكتيري يسبب ارتفاع في درجة الحرارة وتقلصات في الأمعاء.
4- التيفويد: تتسبب الفئران في إصابة البشر بمرض التيفويد الذي تتمثل أعراضه في الشعور بالغثيان وحدوث إسهال وآلام في المعدة، وعادة ما يستمر لمدة 7 أيام بعد العلاج بالمضادات الحيوية؛ إلا أنه قد يكون قاتلا في بعض الحالات من ذوي المناعة الضعيفة.
5- داء اللولبية النحيفة: وهو مرض جرثومي يصيب البشر والحيوانات، وينتقل من الفئران إلى الإنسان عن طريق الاختلاط بمخلفاتها، ويسبب ارتفاع في درجة الحرارة، وصداع وآلام في العضلات، بالإضافة إلى اصفرارالجلد والعينين، وقد يصيب بالتهاب السحايا وضيق في التنفس وفشل الكبد، وفي حالات نادرة قد يسبب الوفاة.


* إنفلونزا الطيور:
أما الأوبئة والأمراض التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة وتسببت في هلاك الآلاف، فكان على رأسها فيروس "إنفلونزا الطيور" "إتش5إن1" H5N1، والذي ينتقل عن طريق الدواجن والطيور، وكان يعرف قديما بطاعون الطيور نظرا لخطورته على البشر والحيوانات معا، وتسبب في وفاة الآلاف منذ ظهوره، وينتقل إلى الإنسان عن طريق ذرات الهواء المتطايرة من الطيور والتي يستنشقها الإنسان أو الحيوانات التي تختلط بتلك الطيور المصابة، وعلى الرغم من ظهور اللقاحات والأدوية للقضاء على هذا المرض؛ إلا أنه مازال يصيب عددا لا بأس به من البشر، كما أن المرض تتطور كثيرا وظهرت منه سلالات أكثر خطرا، مثل "إتش5إن2" H5N2 و"إتش5إن8" H5N8، وكوسيلة من الحكومات للحد من انتشار هذا المرض، فقد حرصت بعض الدول على "إعدام" عددا هائلا من الطيور.
*إنفلونزا الخنازير:
يعد فيروس إنفلونزا الخنازير أحد الفيروسات التي أدت إلى هلاك عددا كبيرا من البشر في مختلف دول العالم، ففي عام 2009، ظهر ستة أنواع مختلفة من فيروس إنفلونزا الخنازير، والتي كان أشهرها "H1N1"، وهو أحد أمراض الجهاز التنفسي التي تصيب الخنازير وتنتقل منها إلى الإنسان بنفس الطريقة التي ينتقل بها فيروس إنفلونزا الطيور، وهو ما دفع أيضا بعض الدول إلى التخلص من هذه الخنازير عن طريق إحراقها أو ذبحها والتخلص منها بطرق آمنة.
*فيروس كورونا:
يعتبر فيروس كورونا من بين الأمراض التي انتشرت مؤخرا بشكل واسع في الشرق الأوسط خاصة، ويعرف أيضا بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وأشارت عددا من الدراسات بأصابع الاتهام إلى الإبل باعتبارها المسبب الرئيسي للكورونا، وذلك عن طريق استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء أو الاختلاط مباشرة بالإبل، مع إمكانية العدوى بين البشر بنفس الطريقة لتظهر أعراض المرض، والتي من بينها الحمى والسعال والرشح وغيرها.



وبالرغم من اعتبار الإبل في كثير من الدراسات مصدرا للكورونا؛ إلا أن منظمة الصحة العالمية برأت هذه الحيوانات من التسبب في فيروس الكورونا؛ موضحة أنه رغم وجود مؤشرات على إصابة بعض الإبل بفيروس الكورونا؛ إلا أنه لا يعتبر سببا أساسيا لاعتبارها موطنا للوباء.
*الإيبولا:
قد يكون وباء الإيبولا الأحدث حاليا، فهو الفيروس الذي انتشر مؤخرا بدرجة كبيرة في دول غرب إفريقيا، مثل سيراليون وليبريا وغينيا، وأوضحت منظمة الصحة العالمية في آخر تقرير لها أن عدد ضحايا الإيبولا وصل إلى 7518 حالة وفاة، وتظهر أعراض الإيبولا الأولية في شكل قيء وإسهال وغثيان؛ إلا أن الأمر يتطور سريعا؛ حيث يفقد الجسم لجميع سوائله؛ مما يؤدي إلى خروج الدم من العينين والأنف والجهاز البولي وغيرها.
وأشارت بعض الدراسات بأصابع الإتهام إلى الخفافيش، إلا أن دراسات أخرى أكدت براءة الخفافيش من هذا الاتهام، موضحة أنها كغيرها من الكائنات معرضة للإصابة بهذا الفيروس، بل أن دراسات أكدت أن الخفافيش الحاملة للفيروس قد تحمل أيضا علاجا له.

0 التعليقات :

إرسال تعليق